الأحزاب الجنوبية وموقفها من الوحدة والإنفصال (في الفترة من1953م الي1972م)

Abstract

تتناول هذه الدراسة موقف الأحزاب الجنوبية من الوحدة والانفصال في الفترة من 1953م-1972م. وقد قسمت إلي ستة فصول ومقدمة وخاتمة, ويشتمل كل فصل علي عدد من المباحث. يتناول الفصل الأول جغرافية وسكان وتاريخ الجنوب. مستعرضاً الخلفية التاريخية لجنوب السودان منذ العهد التركي وحتى فترة الحكم الثنائي.كما تناول موضوع التعليم والدين في جنوب السودان. وناقش التبشير الإسلامي والمسيحي ودور الإرساليات في التعليم بجنوب السودان, وموقف المسلمين الجنوبيين من ذلك. تناول الفصل الثاني جذور مشكلة جنوب السودان ومراحل تطورها, موضحاً الأسباب التاريخية والجغرافية والسياسية والدينية للمشكلة. مع التعرض لسياسات الحكومات الوطنية وأثرها في تطور المشكلة بالجنوب. وناقش مشكلة الهوية والدين وأثرها في المفاوضات من اجل السلام. أما الفصل الثالث فقد تناول نشأة التنظيمات والأحزاب الجنوبية. والوعي السياسي الجنوبي والظروف التي مهدت لقيام التنظيمات والأحزاب الجنوبية. مع التعرض لسياسات الحكومات الوطنية وأثرها في تطور المشكلة بالجنوب, وبالتالي ظهور التيارات السياسية الجنوبية. وتناول الأحزاب الجنوبية في نشأتها وبرامجها, والانقسامات التي أدت إلي بروز بعض التنظيمات والأحزاب الجنوبية. وتناول الفصل الرابع موقف الأحزاب الجنوبية من الوحدة والانفصال. شارحاً الموقف الجنوبي من الوحدة والفدرالية, والنشاط الانفصالي وتطوره واستراتيجياته. واستعرض نشاط الانفصاليين والحركات الانفصالية الجنوبية التي نشأت في خارج السودان. أما الفصل الخامس فقد تناول أبعاد الوحدة والانفصال ومهددات الوحدة الوطنية في الفترة من 1953م وحتى 1964م. والصراع الشمالي - الجنوبي ورأي الشماليين وموقفهم من الانفصال. كما تناول الحكومة الوطنية الأولي في موقفها من قضية الجنوب وكذلك حكومة إبراهيم عبود 1958م – 1964م وسياساتها تجاه الجنوب وكيف تطورت المشكلة نتيجة لهذه السياسات. كما تناول التعبير السياسي والعسكري للجنوبيين وظهور الحركات المسلحة بالجنوب, ونشأة وتكوين حركة الأنانيا المسلحة في عام 1963م نتيجة لسياسة العنف التي انتهجها نظام عبود تجاه الجنوب. وتناول دور الدول والهيئات الأجنبية والمرتزقة في دعم الانفصال والتمرد في جنوب السودان. أما الفصل السادس فقد تناول مساعي الحل والموقف الجنوبي. وناقش الجهود التي بذلت في مؤتمر المائدة المستديرة 1965م لمعالجة القضية, وتباين الآراء الجنوبية في موقفها من الوحدة والانفصال, والانقسامات في صفوف الجنوبيين داخل المؤتمر, مستعرضاً وجهات النظر الشمالية والجنوبية, ومن ثم فشل المؤتمر في الوصول إلي نتيجة, بسبب انقسام وجهات النظر الجنوبية بين الوحدة والانفصال. كما تناول لجنة الإثني عشر التي تم الاتفاق علي تكوينها بقرار من مؤتمر المائدة المستديرة عندما تعذر الوصول إلي حل للمشكلة داخل المؤتمر, والنتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة. وتناول اتفاقية أديس أبابا 1972م والموقف الجنوبي والي أي مدي نجحت الاتفاقية في تحقيق السلام والاستقرار وتحقيق الحكم الذاتي الإقليمي لمدة عشر سنوات, وناقش أسباب انهيار الاتفاقية التي جاءت نتيجة للصراعات داخل الحركة السياسية الجنوبية, وللقرار الجمهوري في سنة 1983م القاضي بتقسيم الإقليم الجنوبي. واشتملت الدراسة علي خاتمة تضمنت النتائج والتوصيات. وخلص الباحث إلي أن قضية الجنوب لا يمكن حلها إلا بتوحيد الجهود وتقريب شقة الخلاف بين الشماليين والجنوبيين. وان التباين في آراء الجنوبيين في موقفهم من الوحدة والانفصال كان من أهم أسباب فشل المساعي الجادة لمعالجة القضية, كما إتضح ذلك في مؤتمر المائدة المستديرة 1965م واتفاقية أديس أبابا 1972م. وأن الصراعات بين السياسيين الجنوبيين قد اتخذت أحياناً أبعاداً قبلية وشخصية ارتبطت بالمكاسب والمصالح أكثر من ارتباطها بقضية الجنوب نفسها وبالتالي أثرت وبشكل فعال في تحديد موقفهم من الوحدة والانفصال.