أبو تمام حبيب بن أوس الطائي (دراسة نقدية في تجربته الشعرية)

Abstract

في الصفحات التاليات دراسة نقدية في شعر أبي تمام، وشعر أبي تمام معروف بالإشكالات التي دارت حوله فقد قُرئ هذا الشعر وما زال يقرأ وقيل فيه ما قيل وقد اختلف الأقوال ولا تزال حول هذا الشعر بين مؤيد ومعارض وتباينت وجهات النظر تبايناً يدعو إلى التمهل ، فأجتمع حوله الأنصار ورفعوه إلى مرتبة الزعامة الشعرية وحاول الخصوم أن يغمطوه حقه. وقد عدت الحركة النقدية التي دارت حول شعر أبي تمام من أهم الحركات النقدية في تاريخ الشعر العربي . لقد خرج أبو تمام على الناس بمذهب فني جديد مختلف ومباين للسائد والمألوف، فجاء شعره من ثَمَّ \\\\\\\" لا يشبه أشعار الأوائل ولا على طريقتهم \\\\\\\" كما يقول الآمدي ، فهو \\\\\\\" إما أن يكون أشعر الناس ، وإما أن يكون الناس جميعاً أشعر منه : على حد تعبير التوجي . \\\\\\\"وإن كان ما يقوله أبو تمام شعراً ، فما قالته العرب باطل \\\\\\\" كما زعم أبن الأعرابي . لقد جاء أبو تمام وأحدث ـ كما يقول أحد الباحثين ـ خلخلة في مفهوم الفن الشعري أولاً وفي ذهنية المتلقي ثانيا ، حيث أستبدل العقل بالقلب ، والمتلقي المثقف ثقافة فنية فكرية معاً بالمتلقي الراوية ، أو بالمتلقي العامي \\\\\\\" . ولا شك أن من طبيعة الجديد ـ في كل زمان ومكان ـ أنه غريب وعجيب ، قد يحقق نجاحاً مدوياً ، وقد يفشل فشلاً مأساوياً ، لا يعرف الوسط ، وهذا ما حدث لأبي تمام . ومن طبيعة الجديد أيضاً أنه يغير المفاهيم الفنية ، ويضيف مفاهيم أخرى ، ويثير حوله القيل والقال ، وكثرة السؤال ، وهذا ما حدث لأبي تمام . ومن طبيعة الجديد كذلك أنه يحتاج إلى نوع خاص من الدارسين والنقاد لا يرفضون بل يفهمون ، ولا يثورون بل يتذوقون ويقدرون العناء الذي بذله الشاعر كي تستوي صنعته على سوقها ، شامخة بين الصنائع ، رائعة بين الروائع . لهذه الأسباب وغيرها أخريات كثيرات ، وجهت بحثي شطر شعر أبي تمام لأبحث في ديوانه عن سر جماله ، وسبب نبوغه ودواعي انزلاقه ، ومظاهر سموه وإسفافه . وفي هذا السياق تجئ هذه الدراسة في محاولة لإلقاء بعض الضوء على هذا الشعر الإشكالي وجاء التركيز على جانب الغموض في شعر أبي تمام حيث تكاد كلمة النقاد تجتمع على وجود غموض في شعر الرجل ولكنها تفترق في تفسير سبب هذا الغموض. وتضمنت الدراسة كذلك بحثاً إحصائياً في شعر أبي تمام من حيث القوافي والأوزان، وفي جانب الموضوعات تركز الاهتمام على غرض المدح حيث يُعد الطائي من كبار المُداح في الشعر العربي.