الحياة الاجتماعية والاقتصادية في اليمنفي العهد الأيوبي

Abstract

اهتمت هذه الرسالة بدراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في اليمن في العهد الأيوبي خلال الفترة (569 ـ 626هـ) (1174 ـ 1229م) ، واشتملت على دراسة لأوضاع اليمن من تلك الزاوية، وسلطت الضوء على المؤثرات الجديدة التي أدخلها الايوبيون إلى اليمن ، وهذا ما يميزها عن غيرها من الدراسات السابقة . ثم تقسيم البحث إلى ثلاثة فصــول : اشتمل الأول على خلفية جغرافية وتاريخية عن اليمن قبل الحكم الأيوبي ، ثم بسط النفوذ الأيوبي على اليمن . واشتمل الثاني على التركيبة السكانية ، وفئات المجتمع ، وأحوال المعيشة في البلاد ، ومظاهر الحياة الاجتماعية كدور المرأة في المجتمع ، واحتفالات المناسبات الدينية والقومية . بينما اشتمل الثالث على حالة الاقتصاد اليمني ومقوماته الزراعية والتجارية والصناعية ، ثم الادارة المالية للدولة . وقد توصل الباحث إلى عدد من الحقائق التي أسفرت عنها الدراسة ، أهمها أن استيلاء الأيوبيين على اليمن يدخل ضمن الجهود التي بذلها صلاح الدين الأيوبي من أجل توحيد الجبهة الاسلامية وتأمين حدودها لخوض المعركة الفاصلة مع الصليبيين . ولئن كان ذلك الاستيلاء فيه بعض الصعوبة ، فإن عملية توحيد هذه البلاد وتخليصها من الانقسامات كانت أصعب من ذلك بكثير . وعلى الرغم من قصـر الفترة التي حكم فيها الأيوبيون اليمن والتي لم تتجاوز سبعة وخمسين عامًا ، وانشغالهم في تلك الفترة بالصراع السياسي ، على الرغم من ذلك فقد تمكن الأيوبيون في اليمن من ادخال عدد من الأنظمة الجديدة مقتبسين من أنظمة الدولة الأيوبية الأم في مصر والشام ، وهي نظم متقدمة لم تعرفها اليمن من قبل . ففي الحياة الاجتماعية أصبحت تلك المتغيرات محصورة على المدن الرئيسية حيث تواجد السلطة الحاكمة ، والعناصر الأجنبية الوافدة على البلاد . وفي الحياة الاقتصادية اتخذ الأيوبيون خطوة هامة في تشجيع الزراعة وتنشيط التجارة وتطوير الصناعة ، وكانت عدن تمثل المركز المتخصص التي تصب فيه تجارات الشرق والغرب ، ومنه تصدر إلى مختلف أنحاء العالم أنذاك، ساعدهم في ذلك العامل الجغرافي الممتاز ، وتبوء هذه المدينة المكانة السامية في هذا المجال . ومن أكبر النجاحات التي حققها الأيوبيون في اليمن ـ في الادارة والحكم والاصلاحات الاقتصادية والاجراءات الأمنية ـ أنهم وضعوا أساس النهضة الشاملة في اليمن التي قامت عليها دولة بنو رسـول من بعدهم ، والذين لم يغيروا شيئا من النظم والقواعد الأيوبية ، بل ساروا عليها واستفادوا منها .