دور أبي القاسم الزهراوي في تطوير طب الأسنان

Abstract

تهدف هذه الورقة إلى التعريف (بأبي القاسم الزهراوي) أحد علماء المسلمين ودوره في مجال طب الأسنان، ومدى النقلة التي أحدثها فيه، وكيفية استفادة الطب الحديث منها باعتباره القاعدة التي ارتكز عليها في هذا المجال. أشارت الورقة إلى أن طب الأسنان كان موجوداً عند العرب منذ الجاهلية لكنه كان محاطاً بكثير من الخرافات والاعتقادات التي أبطلها الإسلام وطور ما هو صالح من هذه الممارسات الطبية إلى أن شكلت القاعدة التي انطلقت منها الكثير من شعوب العالم. من أهم علماء المسلمين الذين طوروا طب الأسنان أبو القاسم الزهراوي مؤلف كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف الذى اعتبر أكبر موسوعة علمية في مجال الطب . يتكون الكتاب من ثلاثين جزءاً اختص الجزء الثلاثون بطب الأسنان . وضّح الزهراوي في هذا الجزء كيفية خلع الأسنان، وفن العمليات الجراحية ووصف الآلآت الطبية ورسومها ، ومواضع استخدامها ، كما وضح كيفية خلع الأضراس وكيفية التأكد من الضرس المريض قبل خلعه وإن كان سبب الألم هو أم غيره، وهذه النظرية التي يستند عليها فيما يعرف بنظرية الألم المتحول. وصف الزهراوي وصفاً دقيقاً الضفدع الأزرق المتكون تحت اللسان وهو نفس الوصف الذي تعرف به هذه الحالة في الطب الحديث باسم الرانيولا. يعتبر الزهراوي أول من فكر في زراعة الأسنان من عظام البقر. وأول من كتب في تاريخ الطب عن تقويم الأسنان وبرع في مجاله واستعمل خيوطاً من الذهب والفضة وقد استند طب الاسنان الحديث على ما قام به الزهراوي حتى صار فرعاً مهماً من فروع الطب. وضع الزهراوي أسس ما يعرف الآن بالتعقيم الكيمائي باستعمال مواد كيمائية في تعقيم المعدات الطبية وإن اقتصر هذا النوع من التعقيم الآن على بعض المعدات . تحدث الزهراوي عن كيفية معالجة الزوائد اللثوية والأضراس النابتة فى غير مكانها. كما وصف ما يعرف الآن بالترسبات الجيرية وطرق إزالتها وقد تطورت كثيرا الآن. كما ابتكر طرق التخدير بمواد مثل الأفيون وبعض المواد الأخرى. أوضحت الورقة مدى استفادة طب الأسنان من العلم الذي وضعه الزهراوي. الورقة تدعم فكرة دراسة ما قام به العلماء الأوائل وتجاربهم وتطويرها.