العلاقات الأمريكية السودانية وتداعيات قرار مجلس الأمن

Abstract

تناول البحث مسار العلاقات بين الخرطوم وواشنطون وتحدث عن مواقف الولايات المتحدة تجاه قضايا السودان والتي تنصب وتتفرع عن اتفاقية السلام الشامل التي كانت أمريكا صاحبة المبادرة والدعم والتشجيع فيها . وركز البحث على فترة ما بعد عام 2003 م أي بعد إندلاع التمرد في دارفور حيث قاد الإعلام الغربي هجومًا عنيفًا على الحكومة السودانية متهمًا إياها بإشعال الحرب في دارفور بدعمها للقبائل العربية (الجنجويد) ضد القبائل الأفريقية . فقد حظيت قضية إقليم دارفور بإهتمام بالغ من قبل الولايات المتحدة وباتت إحدى أجندة السياسة الخارجية الأمريكية . وتطرق البحث إلي أدوات الضغط الداخلية الأمريكية وكانت النتيجة أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي وصفت بأن ما يحدث في دارفور هو إبادة جماعية . ولأن الدراسة تحدثت عن العلاقة بين أمريكا والسودان في التاريخ الحديث والمعاصر ، فقد إنتهجت المنهج الوصفي ، كما قامت بدراسة العوامل التي حدثت وأثرت على مسار العلاقة بين الدولتين فأتت الدراسة تحليلية أيضًا . 2006 م القرار /8/ أثمرت الضغوط الأمريكية الى أن يتخذ مجلس الأمن في 31 1706 القاضي بتحويل مهام قوات الاتحاد الأفريقي الى الأمم المتحدة .. إهتم البحث بالحديث عن أهداف القرار ومحتوياته القانونية والانقسام الداخلي من حيث رفض وقبول القرار من قبل الفرقاء السودانيين .. إلى أن إنتهى الأمر بصدور القرار 1769 بإجماع مجلس الأمن وموافقة الحكومة السودانية عليه .. كما تطرق البحث الى أهداف الولايات المتحدة من التدخل العسكري في السودان والتحديات التي تواجه الحكومة السودانية في التعامل مع أمريكا . خلص البحث أن ما يحدث في السودان منذ العام 2001 م وحتى الآن هو إعادة صياغة للهياكل السياسية والاقتصادية والثقافية مما سيترتب عليه إعادة صياغة للهوية السودانية واللاعب الرئيسي في هذه المسألة هو الولايات المتحدة التي تحدد المجرى الرئيسي لكل العلميات السياسية تقريبًا التي تحدث في السودان ، وهذا لا ينفي أن البيئة الداخلية السياسية السودانية خلقت المناخ المناسب في الداخل التي يمكن لاستقبال مثل هذه الإستراتيجية ومنحت التدخلات الخارجية التي يمكن أن يستند عليها في تكريس مداخل لمسألة إعادة القيادة مما أدى أو يؤدي إلى تعثر محاولات تطبيع العلاقة بين السودان وأمريكا