الدين والدولـة في السودان القديم 2000 ق.م - 350م
الدين والدولـة في السودان القديم 2000 ق.م - 350م
No Thumbnail Available
Date
2015-06-14
Authors
على أحمد إبراهيم, رحمة
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
UOFK
Abstract
يتناول البحث موضوع الدين والدولة في بلاد السودان القديم (2000 ق.م - 350م). في بداية هذه الفترة نشأت دولة كرمة (كوش الأولى 2000-1450 ق.م) كأول دولة ليس في السودان فحسب وإنما في إفريقيا قاطبة استوفت كل شروط الدولة، واستمرت إلى أن غزتها الدولة المصرية الحديثة وأسقطتها في عام (1552 ق.م)، مستغلة الدين في نشر نفوذها السياسي، من خلال المعابد والمراكز الحضرية، خاصة معبد الإله آمون في جبل البركل الذي أصبح وصيفاً لمعبد الكرنك في طيبة. ثم أعقبتها دولة كوش (750 ق.م-350م) في عهديـها النبتي والمروي، فحقـقت من الإنجازات الثقافية والسـياسـية ما أدخلها التاريخ بقوة. يتـناول البحث طبيعة مَلِك كوش، هل هي طبيعة إلهية أم طـبيعة بشرية، وقد توصل الباحث إلى أنه صاحب طبيعتين. طبيعة بشرية مما يلي الإله آمون، حيث يظهر الملوك ضعفاً بشرياً واضحاً أمامه. وطبيعة إلهية مما يلي الشعب، فهو في نظر شعبه إله أو إبن إله، مما أكسبه صورة من التقديس أصبح بها سيداً يسيطر على الثروة والسلطة، تساعده في ذلك مؤسسات الدولة التي يترأسها أمراء من الأسرة المالكة، مشكلين فيما بينهم بنية فوقية متسلطة باسم الدين. كذلك يسلط البحث الضوء على إضافات ملوك كوش للنظام السياسي. فبدلاً عن تطبيق النظام الأبوي المصري حيث يرث الملك إبنه الأكبر، وسّعوا دائرة تداول السلطة لتشمل أبناء الملك المُتَوفى وأخوانه وأبناءهم، مما أتاح الفرصة لاختيار ملوك أقوياء. كما مكنوا للمرأة، في المؤسسة الدينية كعابدة إلهية وكاهنة، وفي المؤسسة السياسية كملكة أم, وملكة أخت وملكة إبنة، بل وملكة حاكمة (كنداكة)، مما يعني حضور النظام الأمومي بصورة أو بأخرى. وعلى الرغم من توسيع دائرة الاختيار للملك إلا أنها لم تغير من طبيعة النظام الدينية، حيث يستمد الملك السلطة من الإله آمون، فيصبح صاحب حق مقدس في الحكم، عكس ديمقراطية أثينا التي عاصرتها. وأخيراً، وانطلاقا من مبدأ دراسة التاريخ من أجل الحاضر والمستقبل، وبناءً على إنجازات دولة كوش ونجاحاتها التي حققتها كدولة دينية حسب نتائج البحث، فهل يعني ذلك بالضرورة نجاح الدولة الدينية اليوم؟ يرى الباحث أن الدولة الدينية قد خرجت من مجرى التاريخ، ولن تدخله إلا إذا قدمت نفسها بصورة علمية، يكون فيها الشعب مصدر السلطة، ويُحترم فيها الرأي الآخر، وإنْ اختلف مع المقدس.
Description
Keywords
الدين,
الدولة,
السودان القديم