آليات تحقيق التعايش السلمى وسط المجموعات القبلية فى دارفور
آليات تحقيق التعايش السلمى وسط المجموعات القبلية فى دارفور
No Thumbnail Available
Date
2015-06-13
Authors
زهير محمدى بشار جادو, جادو
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
العنف فيها، لدرجة الحروب المسلحة وعمليات القتل العشوائي هو العامل الجديد في الظاهرة.
فالقتل اصبح عشوائيا للحد الذي لا بفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ مسن أو من هو ليس طرفا
في النزاع وبين الشريك الفعلي في المواجهة . وهذه الحدة في النزاعات أصبحت ملاحظة
واضحة وحقيقة واقعة خاصة في في الاونة الاخيرة - نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وإلي
الآن( 2003 ) . الظاهرة ليست محصورة في السودان ولكن تشمل العالم بأثره، خاصة العالم الثالث
وأفريقيا بصورة أكثر خصوصية.
لابد من الإشارة هنا إلي أن الأوضاع خلال عقد التسعينات وبانتهاء الحرب الباردة تغيرت
بصورة مفاجئة ومذهلة. وتغيرت معها طبيعة المشكلات، من نزاعات بين الدول إلي نزاعات
- 25 نزاعا في العام، خلال الثمانينات إلي حوالي 60 - داخلية. فزاد عدد النزاعات من معدل 20
70 نزاعا في السنة بحلول العام 1998 م( 1). ووصل عدد المتأثرين بهذه الحروب إلي عشرة
ملايين في العام، معظمهم من النساء والأطفال. وأن بعض الدول قد تجزأت تحت ضغط العنف
(الاتحاد السوفيت ويوغسلافيا سابقا) وبعضها قد أنهار تماما (الصومال). ونشير هنا إلي أعمال
العنف والنزاعات التي تفجرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية سابقا في العام 1998
وما اعقب ذلك من إندلاع للحروب علي أساس حركات العمل السياسي المسلح. فبعضها عرّفت
نفسها بأنها حركات تحرر وطني كما في الشيشان (روسيا) وتيمور الشرقية (اندونسيا) وبعضها
تنادي بالحكم الذاتي كما في ناقورني كرباخ بأزربجان (احدى) الجمهوريات المستقلة حديثا عن
الإتحد السوفيتي سابقا أما بعضها الآخر فقد وضح أنها تطهير عرقي؛ مثل الحركات التي قادها
الصرب والكروات (في يوغسلافيا سابقا). وقد مارست افظع عمليات التطهير العرقي ضد
البوشناق والمسلمين في البوسنة والهرسك وقد انتظمت عمليات العنف هذه من مناطق الاتحاد
السوفيتي سابقا (جمهوريات البلغان) مرورا بدول شرق آسيا، الحرب في تيمور الشرقية بأندونسيا
(1) Baregu, Mwesiga, “Preventive Diplomacy and peace – Building in Africa,” SARIPS Series (2), SAPES
Books, Harare, Zimbamwe, 1999, P.2.
مؤخرًا؛ وصولا إلي أفريقيا التي شهدت اسوأ الحروب الأهلية وقد كانت أطولها الحرب الاهلية
في انغولا والاضطرابات والتمرد علي السلطة في سراليون الذي أدى للإطاحة بالنظام المنتخب
(حكومة احمد تيجان كباح) مما دفع بمجموعة السوق المشتركة لغرب أفريقيا عسكريا وحسم
الموقف لصالح النظام المنتخب. أضف إلي ذلك حرب الكنغو الديمقراطية (الكنغو كنشاسا سابقا)
التي أدت إلي تدخل دول الجوار وانقسامها بين مناصر حكومة الكنغو ومناصر للمتمردين عليها.
ولم يكن ذلك ببعيد عن الصراع والحرب الأهلية في رواندا وبورندي الدولتين الجارتين التين
شهدتا اسوأ صراع وأشنع حرب تشهها مناطق أفريقيا قبيل نهاية القرن الماضي ؛ وهو الصراع
وعمليات التطهير العرقي بين العرقيتين المتنازعتين علي السلطة في البلدين (الهوتو والتوتسي)،
الأمر الذي خلف وراءه مئات الآلاف من القتلى واللاجئين والنازحين. وأخيرا وليس آخرا الحرب
الأهلية في السودان جنوب البلاد التي بلغ عمرها حتى الآن خمسة واربعين عاما تقريب
2003-1955 ) فترات من الانقطاع ولكنها منذ العام 1983 م لم تتوقف حتى لحظة نهاية هذه