استراتيجيات التكيف مع الجفاف في السودان دراسة جغرافية لمحلية الدويم

No Thumbnail Available
Date
2015-06-15
Authors
محمد أبو الحسن القاسم مختار
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
University of Khartoum
Abstract
تهتم هذه الدراسة باستراتيجيات التكيف مع الجفاف باعتبارها مشكلة بيئية يتكرر حدوثها في مناطق مختلفة من السودان منها محلية الدويم . ويَعْني بقاء الناس في هذه النظم البيئية الهشة ، مقدرتهم على التكيف مع هذه الكارثة . تتمثل أهمية الدراسة في التعرف على استراتيجيات التكيف المتبعة في الإنتاج الأولي ، والتعايش مع ظروف نقص الغذاء ، ودراسة الآثار الاقتصادية والتحولات الاجتماعية الناتجة عن الجفاف ، ودور المعرفة والممارسة التقليدية والآليات الوسيطة والتقنية الحديثة في بناء استراتيجيات تسهم في درء آثار كارثة الجفاف . استعرضت الدراسة الخصائص الطبيعية والبشرية في منطقة الدراسة ، وأبرزت أثرهما السلبي في تكرار ظاهرة الجفاف من جهة ، ودور هذه الخصائص في بناء استراتيجيات التكيف مع الجفاف من جهة أخرى . إضافةً إلى المعلومات الثانوية التي تم جمعها من مصادر مختلفة ، استخدمت الدراسة الوسائل المتبعة في الدراسات الإنسانية ( الاستبيان ، المقابلة ، الملاحظة ) لجمع المعلومات الأولية . تم إجراء العمل الميداني على عينة عشوائية بسيطة من أرباب الأسر بلغ عددها ( 216 ) موزعة على أثني عشر قرية بجميع الوحدات الإدارية الريفية بمحلية الدويم اختيرت بالاعتماد على العينة المساحية . تقوم الدراسة بتحديد الآثار السالبة لكارثة الجفاف من خلال حصر الفقدان الكبير في الثروة الحيوانية ، والخسائر الضخمة في قطاع الزراعة المطرية ، ومشكلة نقص الغذاء والمجاعة ، والتحول الكبير في النواحي الاجتماعية ، خاصة بعد جفاف عام 1984 م ، ومدى استجابة السكان لهذه الآثار . أوضحت نتائج الدراسة أن نصف الرعاة في بمنطقة الدراسة يضطرون إلى ممارسة أكثر من استراتيجيه للحفاظ على حيواناتهم ، ويقوم نحو 29% بتخزين وشراء الأعلاف ،كما تمارس استراتيجيات أخرى بنسب مختلفة منها بيع جزء من القطيع لتغطية المنصرفات ولشراء الأعلاف وتحديد حجم القطيع لتخفيف حمولة المرعى ، الانتقال مع الحيوانات إلى مناطق الماء والعشب ، وتحديد المسافة بين المسارات واتجاهاتها حسب جودة المرعى ومصادر المياه وتوزيع الوحدات البيطرية وغيرها . وفي قطاع الزراعة التقليدية المطرية يعتمد نحو 92% على الوسائل التقليدية للتنبؤ بالأمطار ، ومن ثم تحديد وقت الزراعة حيث يمارس 68% استراتيجية الرميل . كما تمارس استراتيجيات أخرى كالمزج بين أربعة أنواع من الزراعة ( القوز ، الأودية ، الجزر ، ومشاريع الري بالطلمبات ) ، اختيار المحصول حسب ملاءمته للظروف الطبيعية والبشرية في المنطقة . كما أوضحت الدراسة الاستراتيجيات المتبعة لمكافحة الآفات ومنها خلط المبيدات مع البذور ، استخدام رجال الدين ، الهمبول ، الكركورة ، قطع الأشجار , وتخريب أعشاش الطيور . ولحفظ المحصول الزراعي يمارس التجفيف والتشميع بجانب المخازن والمطامير ، وغيرها من الاستراتيجيات. أكدت نتائج الدراسة أن أكثر من 75% يزرعون بهدف توفير الغذاء ، عليه فإن إنتاج الغذاء يمثل الاستراتيجية الأولى لسد نقص الغذاء ، يليه استراتجية تبادل الغذاء التي تتفاوت فيها النسب حسب نوع الغذاء ، ثم إيجاد البدائل الغذائية المتعددة ، وتقليل عدد الوجبات . أوضحت الدراسة أن نحو 90% من عينة الدراسة يتمسكون بالزواج من الأقارب كاستراتيجية اجتماعية تحقق الترابط وتحمل الظروف القاسية ، كما يعتقد نحو 96% أن زيادة المواليد تساعد في العمل الزراعي والإنتاج ، كما تمارس استراتيجيات اجتماعية أخرى كالتعاون والنفير ، بجانب التحول الكبير في دور المرأة . لتفادي مخاطر الجفاف ودرء آثاره ، حشدت الدراسة الاستراتيجيات التقليدية التي يتبعها السكان في المنطقة، والأدوار التي يمكن أن تلعبها المؤسسات الحكومية والطوعية ، واستغلال التقنيات الحديثة لتقديم أنموذج متكامل لاستراتيجيات التكيف مع الجفاف يحتذى به في البيئات الجافة .
Description
258 Pages
Keywords
المناخ; التربة; الغطاء النباتي; استراتيجيات التكيف; الجفاف; السودان; محلية الدويم
Citation
Collections